في إطار سعيها الحثيث لتعزيز التعاون المثمر وبناء الشراكات الاستراتيجية بين المنظمات المحلية والدولية، بما ينعكس على التوطين وتحسين آلية الاستجابة الإنسانية في اليمن؛ عقدت مؤسسة تمدين شباب لقاءات عدّة مع الفاعلين المحليين والدوليين، آخرها اللقاء مع منظمة "زوا" الهولندية.

وناقش اللقاء الذي عُقد في مقر مؤسسة تمدين شباب بصنعاء، العديد من الجوانب الهامة مثل تحسين آلية الاستجابة الانسانية، والرابطة الثلاثية، والتنمية، وبناء السلام، مع عدم اغفال التعقيدات التي تعتريها في سياق متأثر بالصراع مثل اليمن.

واستعرض مدير البرامج في مؤسسة تمدين شباب، الدكتور تمام الهتاري، مبادرة توطين العمل الإنساني في اليمن، مسلطاً الضوء على أهم المراحل فيها، وإلى أي مدى وصلت مساعي تمدين شباب، على الصعيد المحلي والدولي، حول تحسين آلية الاستجابة الإنسانية في اليمن.

بدوره، تطرّق منسق مبادرة توطين العمل الإنساني في اليمن، رئيس مؤسسة تمدين شباب، الأستاذ حسين السهيلي، إلى الأسباب الرئيسية لإطلاق مبادرة التوطين، باعتبارها لم تأتِ نتيجة فضول أو رفاهية بل أنجبتها الحاجة الملحة والقناعة الكاملة، في حين بنى قوامها التنسيق والتشاور مع الفاعلين المحليين والشركاء الدوليين المؤيدين لتوطين العمل الإنساني، لذلك لا بد من وجود استراتيجية موحدة لضمان العدالة في بناء القدرات والشراكات والمنح، وانعكاس التوطين على مصلحة المنظمات الدولية أيضاً.

وأشار السهيلي في معرض حديثه إلى أن المجتمع المدني اليمني بعد سبع سنوات من الحرب، بات لديه رؤية وخبرة في تطوير آليات الاستجابة الإنسانية، ومعرفة واسعة بالواقع بحكم احتكاكه بالناس، وبإمكانه العمل مع الجهود الدولية في التنمية والسلام.

من جانبه، عبر المدير القطري لمنظمة "زوا"، السيد قيرهارد بارتشي، عن شكره للعرض المكثّف والمختصر لمبادرة توطين العمل الإنساني، وعن سعادته لكون التوطين يمثل الجزء الأكبر من اهتمام تمدين شباب والمجتمع المدني اليمني، معتبراً أن "زوا" تلتزم من جانبها بالتوطين، وتعتبره ضرورياً من أجل تحسين فعاليّة وكفاءة واستدامة العمل الإنساني، والتوسع نحو التنمية وبناء السلام، انطلاقاً من الرابطة الثلاثية.

من جهتها، لم تخفِ رئيسة البرامج في منظمة "زوا"، السيدة كاتي هاندز، التعبير عن سعادتها بتوحد المنظمات المحلية حول مبادرة توطين العمل الإنساني في اليمن، معتبرةً أن وجود اتحاد أو ائتلاف للمجتمع المدني اليمني يمثّل بادرة طيبة.

وفي ختام اللقاء، أشاد السهيلي، باهتمام منظمة "زوا" في توطين العمل الإنساني، لافتاً إلى أن المنظمات الأوروبية بشكل عام والهولندية بشكل خاص، تحظى بترحيب كبير من قبل المجتمع المدني اليمني، وهذا شيء إيجابي لتأسيس شراكات استراتيجية معها.