تحية لمؤسسة تمدين شباب في ذكرى تأسيسها
بمناسبة احتفال تمدين شباب بالذكرى الثانية عشرة لتأسيسها، يطيب لي أن أتقدم بخالص التحايا وعظيم التقدير للعاملين فيها ومؤسسيها الأفذاذ وفي صدارتهم الصديق العزيز حسين السهيلي، والذين بجهودهم وعقولهم المستنيرة، تحولت تمدين شباب في فترة وجيزة من مبادرة تطوعية محدودة إلى مؤسسة رائدة لها مكانة مرموقة بين المؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ذات الشأن في العمل الإنساني والتنموي في اليمن. حيث أصبحت مؤسسة تمدين شباب، شريكا استراتيجيا يعتد به ويفوض اليه تنفيذ مشاريع كبيرة وهامة في مجالات التعليم والصحة وغيرها من القطاعات ذات الأولوية في الاستجابة الإنسانية والتمكين الاقتصادي والتنمية المستدامة.
من أهم ما تميزت به تمدين شباب أنها كرست جهوداً استثنائية متميزة في الدعوة لدعم النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام، إذ أسهمت بدور فاعل في بلورة رؤية مشتركة وخطط واضحة نحو التحول من العمل الإنساني إلى العمل التنموي، من خلال برامج التعافي الاقتصادي والتنمية. ومن اجل تحقيق هذا التحول، أكدت تمدين الشباب قولا وفعلا على النهج التشاركي وتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين كافة الفاعلين بما في ذلك الجهات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية والمانحين.
في هذا السياق يمكنني الإشارة إلى ثلاث مبادرات كنت شاهدا فيها، بصفتي استشاريا في تلك المبادرات، الأولى، تنظيم سلسلة حوارات وورش عمل، ضمت قطاعا واسعا من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات النسائية والمبادرات الشبابية، وممثلي الجهات الحكومية ذات العلاقة. قدمت مؤسسة تمدين شباب الدعم الفني واللوجستي الممكن، فتم انتاج مجموعة من أوراق العمل الخلفية التي تحدد الأولويات والاحتياجات والأهداف، ومنهجيات تحقيقها.
اما المبادرة الثانية، وهي الأولى في اليمن، حيث تصدرت تمدين شباب الدعوة إلى تفعيل الالتزامات الدولية بشأن توطين العمل الإنساني، المتضمنة في اتفاقية الصفقة الكبرى، بين كبار المانحين ومنظمات الإغاثة، المنبثقة عن القمة العالمية للعمل الإنساني عام 2016، من اجل تحسين كفاءة العمل الإنساني وزيادة المعونة. وكذلك تنفيذ التزامات ميثاق التغيير، بشأن تغيير طريقة عمل المنظمات غير الحكومية الإنسانية مع الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية.
أطلقت مبادرة منظمات المجتمع المدني لتوطين العمل الإنساني وتحسين آليات الاستجابة الإنسانية في اليمن، في أغسطس عام 2021، بدعم فني ولوجستي من مؤسسة تمدين شباب، تستهدف المبادرة تعزيز دور منظمات المجتمع المدني اليمنية وزيادة مشاركتها في العمل الإنساني واتخاذ القرار. وتبنت تمدين شباب بالشراكة مع منظمات أخرى إعداد بحث لتقييم الوضع الراهن لمؤشرات توطين الاستجابة الإنسانية في اليمن. ويعد هذا الإنجاز العلمي خط أساس لمتابعة وتقييم التقدم المحرز في مجالات توطين العمل الإنساني.
وفي مبادرة ثالثة، سعت تمدين شباب في تعزيز المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص في اليمن، عبر أنشطة مختلفة تستهدف بناء قدرات القطاع الخاص في هذا المجال، كان آخرها إعداد دراسة تقييم واقع المسئولية الاجتماعية للشركات في اليمن ودور القطاع الخاص في الاستجابة الإنسانية، بالإضافة إلى إعداد وتطوير استراتيجية وطنية للمسئولية الاجتماعية، وتطوير نظام لإنشاء صندوق المسئولية الاجتماعية للقطاع، وأيضا تطوير مشروع تجريبي لبناء القدرات في هذا المجال.
هناك تفاصيل كثيرة هامة فيما تحدثت فيه، لا مجال للخوض فيها، لأن الغرض هنا مشاركة أصدقائي في مؤسسة تمدين شباب في الاحتفال بذكرى التأسيس، فأكرر التحية والتقدير، والله من وراء القصد