نفذته مؤسسة تمدين شباب بدعم من صندوق التمويل الإنساني في اليمن مشروع تدخلات الاستجابة الإنسانية للتعليم يعيد 5 الآف طالب وطالبة إلى صفوف التعليم
بعد ست سنوات من تعثر العملية التعليمية في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، والتي ظلت مسرحاً للصراع بين الأطراف المتحاربة منذ العام 2015 م، ومثل الأطفال أبرز الضحايا والمتضررين إما بتدمير مدارسهم، أو إغلاقها وتحويلها إلى ثكنات للقتال، أو نزوحهم مع أسرهم، تمكنت مؤسسة تمدين شبابTYF، وبفضل الدعم من صندوق التمويل الإنساني في اليمن YHF، من تنفيذ مشروع تدخلات الاستجابة الإنسانية للتعليم والذي أعاد تأهيل الفصول والمرافق الصحية في 9 مدارس في المديرية مع تزويدها بالأثاث المدرسي، ومنظومات الطاقة الشمسية، وشبكات المياه، إلى جانب بناء 4 فصول شبه دائمة، لتفتح هذه المدارس أبوابها ويلتحق بها أكثر من 5 ألآف طالب وطالبة يتلقون التعليم الجيد في بيئة آمنة لتحقيق أحلامهم في مستقبل أفضل.
الأفضل تعليماً بين مدارس الحديدة
مدرسة 7 يوليو، واحدة من المدارس التي تم إعادة تأهيلها من قبل المشروع، وتقديم الحوافز للمعلمات فيها، والدعم النفسي والاجتماعي للطالبات. حصدت الطالبة/ رانيا محمد علي يامي، المرتبة الأولى في امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2021 ـ 2022م، وبجانبها 5 من زميلاتها من ذات المدرسة، ضمن قائمة العشرة الأوائل على مستوى محافظة الحديدة.
توجهت مديرة مدرسة 7 يوليو الأستاذة/ جميلة رجب غالي جبلي، في حفل تكريم الطالبات المتفوقات في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، بالشكر لمؤسسة تمدين شباب، وصندوق التمويل الإنساني في اليمن، على ما تم تنفيذه من ترميم وإعادة تأهيل للمدرسة لتستأنف العملية التعلمية بعد سنوات من التوقف.
موضحة بأن إعادة التأهيل الجيد للمدرسة مع صرف الحوافز للمعلمات والمتطوعات من قبل المشروع جعل من المدرسة بيئة نموذجية للتعليم.
كما عبرت عن إعجابها الشديد بتشكيل اللجان المجتمعية من مجالس الآباء والأمهات وقالت :( استطاعت هذه اللجان بعد تدريبها ومعرفة دورها، من تحفيز المجتمع والتكامل مع تدخل المشروع وإدارة المدرسة، والحفاظ على مخرجات مستدامة، حيث وفرت هذه اللجان المجتمعية إذاعة مدرسية، وتمكنت من توفير الدعم لبناء حمامات جديدة، وأشركت الأهالي في تنفيذ حملات النظافة، وتوفير المياه النظيفة، ورعاية حفل التخرج، وتكريم الطالبات اللواتي حصدن المراتب الأولى في امتحان الشهادة الثانوية العامة في الحديدة .
مؤكدة بأن (تفعيل المسؤولية المجتمعية ومجالس الآباء والأمهات أسهم في تحسين جودة التعليم ومخرجاته، وهذا لم نلمسه إلا عبر هذا المشروع الذي نفذته مؤسسة تمدين شباب، وهو في نظري قصة نجاح تستحق تعميمها في كافة المدارس).
الدعم النفسي يعيد أميرة إلى مدرستها
وبفضل تدريب المعلمين والمعلمات ومديري المدارس والمتطوعين على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يعانون من الآثار النفسية والاجتماعية نتيجة النزاع، تمكنت المعلمتين المتطوعتين سامية صوال، ونجاح ضبيري، من مساعدة الطفلة/ أميرة عبدالله على تجاوز صدمتها النفسية وإعادتها إلى مدرسة حفصة بنت عمر في مديرية حيس بشكل طبيعي.
مرت أميرة بأوقات عصيبة للغاية، وعاشت حالة من الاكتئاب والعزلة بعد وفاة والدها الذي أصيب برصاصة طائشة من الاشتباكات المسلحة في منطقتها بمديرية حيس.
تقول المعلمة سامية صوال، وهي واحدة من 30 فرداً تم تدريبهم على تحديد ومساعدة الأشخاص المصابين بصدمات نفسية وتخفيف معاناتهم في إطار (مشروع تدخلات الاستجابة الإنسانية للتعليم) : "قصدنا أنا وزميلتي نجاح منزل أميرة التي رفضت مقابلتنا وأغلقت الغرفة على نفسها، فتم الجلوس مع والدتها التي أفادت لنا بأن أميرة كانت الطفلة الكبيرة بين إخوتها، والتي حظيت بدلال وحنان خاص من والدها، وبموته افتقدت جانب كبير من الرعاية والسعادة التي لم أتمكن من تعويضها، فدخلت في حالة نفسية لا أعرف كيف أتعامل معها).
تكررت زيارة سامية ونجاح لمنزل أميرة وهن يبذلن الكثير من الوقت والجهد لمساعدتها على الخروج من عزلتها، وشيئاً فشيئاً حتى شعرت أميرة بالأمان وتعززت ثقتها بنفسها لتستعيد فرحها وسعادتها وتحزم حقيبتها وتلتحق بمدرسة حفصة للتعلم مع أقرانها.
اليوم أميرة تلميذة مجتهدة في تحصيل واستذكار دروسها، وتشارك زميلاتها اللعب في المدرسة والأشياء التي تحبها مع الآخرين، والتعبير بثقة عن مشاعرها.
تقول أميرة (أحب مَدرستي وأُحب معلماتي وخصوصاً سامية ونجاح، وأحب الرسم ولعبة الكراسي أنا وزميلاتي).