إعادة تأهيل صالة نادي الشروق في المعافر بتعز : قصة نجاح في التنمية المحلية وإعادة الأمل للشباب

الإثنين, 06 مايو, 2024
إعادة تأهيل صالة نادي الشروق في المعافر بتعز : قصة نجاح في التنمية المحلية وإعادة الأمل للشباب

بعد 7 سنوات من الدمار، أعاد برنامج (الصمود الريفي 3) الحياة إلى صالة نادي الشروق الرياضي في مديرية المعافر بمحافظة تعز. ووسط فرحة الشباب وأبناء المجتمع، احتفلت المنطقة بافتتاح الصالة الرياضية التي تعرضت للقصف خلال الحرب.

 

نادي الشروق هو أحد أبرز أندية ريف تعز، والذي حقق نجاحات لافتة في المجالات الثقافية والرياضية. وقد حصل الفريق الكروي للنادي على بطولة المحافظة لثلاثة مواسم متتالية، كما قدم العديد من النجوم وأبرزهم الهداف عصام عبدالغني، والمدافع فؤاد طارش.

 

الصالة الرياضية: من الدمار إلى النهضة

 

ومع اشتعال الحرب في اليمن، تعرضت الصالة الرياضية لنادي الشروق للقصف في عام 2016. ومنذ ذلك التاريخ، صارت الصالة عرضة للنهب والتخريب وتآكلت هياكلها وتلفت محتوياتها.

 

ظل شباب المنطقة متمسكين بحلم إصلاح الصالة وإعادة تأهيلها. وقد ازدادت عزيمتهم مع ابتعاد خطوط المواجهات عن المنطقة وعودة الاستقرار النسبي إليها.

 

وفي عام 2023، نفذت مؤسسة تمدين شباب بالشراكة مع مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة مشروع إعادة تأهيل الصالة الرياضية لنادي الشروق، ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي 3)، التابع للبرنامج الانمائي للامم المتحدة UNDP، والممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد.

 

منجزاً كبيراً للشباب وللمنطقة

 

تضمن المشروع إعادة تأهيل شاملة للصالة الرياضية "السقف بشكل كامل والجدار والطلاء ودورات المياه والشبابيك والأبواب والملعب والكهرباء، باستخدام وسائل مستدامة وصديقة للبيئة".

 

وبعد الانتهاء من المشروع، تم افتتاح الصالة الرياضية بحضور المسؤولين المحليين وأبناء المجتمع. وقد عبر الشباب عن سعادتهم الغامرة، رئيس نادي الشروق أكرم سفيان يقول: "يعد إعادة تأهيل الصالة الرياضية لنادي الشروق الرياضي الثقافي منجزا كبيرا للشباب بوجه خاص، وللمنطقة بوجه عام، حيث تأتي في ظل توجه وزارة الشباب والرياضة نحو تفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية بالمنطقة وعلى مستوى محافظة تعز، فالصالة الرياضية بحلتها الجديدة ستكون مساحة آمنة للشباب لممارسة هواياتهم وأنشطتهم الرياضية كالتنس، والشطرنج، وكرة القدم الخماسية، والبلياردو، وكرة اليد، و تفعيل كرت bein sport .

 

أما في المجال الثقافي فيقول رئيس النادي: إن الصالة ستكون حاضنة لعقد الندوات الثقافية، وإقامة المسابقات العلمية، وتنظيم المؤتمرات والفعاليات الاجتماعية التي تهم أبناء المنطقة.

 

   رئيس النادي يتوجه بالشكر للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP، ومكتب الشباب والرياضة، ومؤسسة تمدين شباب لنجاحهم في إعادة تأهيل الصالة الرياضية والثقافية لنادي الشروق الرياضي الثقافي التي ستمكن الشباب من التعبير عن أنفسهم وصقل مواهبهم في الرياضة والفن والمسرح وتطوير المهارات.

 

هذه الشراكة نموذجًا مشرفاً

 

تميز المشروع بتفعيل مشاركة جميع الأطراف المعنية، حيث ساهم مكتب الشباب والرياضة بمبلغ 8.000.000 ثمانية مليون ريال يمني وكذلك مساهمة المجتمع.

 

 

يقول أ. أيمن المخلافي، مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز: "عملنا بالشراكة مع مؤسسة تمدين شباب على ترميم وإعادة تأهيل الصالة الرياضية لنادي الشروق بمديرية المعافر بعد أن تضررت جراء الحرب. وقد تم إعادة تأهيلها لتكون بيئة ملائمة لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية.


ويؤكد: هذه الشراكة نموذجًا مشرفًا للتعاون بين القطاع الحكومي ومنظمات المجتمع المدني في تطوير الرياضة وتمكين الشباب."

 

تفعيل المشاركة المجتمعية

 

 إعادة افتتاح صالة نادي الشروق الرياضي قصة نجاح ملهمة، في العمل المشترك وتفعيل المشاركة المجتمعية في التنمية المحلية.

 

أ.عادل المشمر، مدير عام مديرية المعافر، يقول : "ستساهم الصالة الرياضية في تعزيز التماسك الاجتماعي والتنمية المحلية ورعاية الشباب، وذلك من خلال توفير مساحة للتواصل الاجتماعي بين الشباب من مختلف الفئات والمناطق، وتنظيم الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية، وتوفير فرص لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية للشباب". 

 

ويضيف المشمر: " إن العمل المشترك وتفعيل المشاركة المجتمعية في التنمية المحلية، يمكن أن يحقق نتائج ملموسة وإيجابية، ويساهم في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وازدهارًا".

 

لم يتوقف النجاح عند إعادة تأهيل الصالة الرياضية، فلقد ساهم برنامج (الصمود الريفي 3) #ERRYJP3 في تحسين سبل عيش الشباب، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومنحهم الأمل في مستقبل أفضل.

 

تم تدريب 400 شاب وشابة من أبناء المنطقة على مهارات إدارة الأعمال، ووفر لهم فرص عمل مؤقتة من خلال منهجية النقد مقابل العمل.

 

 يقول الشاب وهيب عبد القاهر عقلان "لا يمكنني وصف مدى التأثير الإيجابي الذي حققه برنامج (الصمود الريفي 3) في حياتي. فبفضل التدريب الذي حصلت عليه والفرصة التي أتيحت لي للعمل في إعادة تأهيل الصالة الرياضية في عزلة الصنة وتحسين الشارع الرئيسي في سوق النشمة بالمعافر، أصبحت أكثر ثقة في قدراتي ومهاراتي. لم تكن مجرد فرصة عمل، بل كانت فرصة للتنمية الشخصية والمساهمة في تحسين بيئتي المحلية".

 

وتقول الشابة دنيا أحمد سعيد: " هذا المشروع لم يمنحنا فقط فرص عمل، بل أعطانا الأمل والثقة بأننا قادرون على تحسين حياتنا ومستقبلنا في مجتمعنا ".)