تمدين شباب... أيقونة العمل المدني في اليمن

الاربعاء, 24 مايو, 2023
تمدين شباب... أيقونة العمل المدني في اليمن

شوقي نعمان


منذ الإطلالة الأولى في العام 2013 ظهرت الصورة بارزة وناصعة لعمل مدني إنساني ريادي ومعاصر، مستمدة عملها وفق رؤى ملائمة لمنطلقات التنمية المستدامة، والمتمثلة بالتغيير الحقيقي للعمل الإنساني في اليمن. تعد تمدين شباب نموذجاً للمنظمات اليمنية بكافة مجالاتها وتدخلاتها، كذلك وعيها الإنساني والمدني، وادراكها مبكراً لأهمية التنمية.

لقد أيقظت مؤسسة تمدين شباب همم باقي المنظمات لعمل مؤسسي محوكم وشفاف، وغرست في أذهان الكثيرين أبجديات التغيير والتقدم والمضي نحو تحقيق الاستدامة في العمل المدني والإنساني المنشود، وذلك بتصدرها المشهد الإنساني منذ اللحظة الزمنية الأولى لتأسيسها في مايو من العام 2013، من خلال ثباتها وتمكنها من إرساء أعمدة العمل الشبابي والإنساني والتنموي، مساهمةً بذلك في فتح آفاقاً رحبة في العمل المؤسسي وإنعاش الروح المعنوية على الصعيد الإنساني الحافل بطاقات شبابية عالية وتواقة لمستقبل اليمن الجديد.

طوال مسيرتها، انتهجت تمدين قيم الشفافية والمصداقية، ونجحت بحضورها الفاعل والمؤثر في مقدمة صفوف منظمات المجتمع المدني، إذ كانت ولاتزال ملهمة للتغيير، كما تعمل من أجل تحسين آليات الاستجابة الإنسانية في اليمن بما يرفع كفاءتها ويحقق أثرها المستدام.
لقد تميز الدور الإنساني والتنموي لمؤسسة تمدين، لأنها ارتكزت على النظام المؤسسي المحوكم، والتشبيك، وبناء ابقدرات، وهو ما انعكس على الاستمرار والعطاء، وفتح جسور العبور لباقي المنظمات الناشئة.

وبفضل ديناميكية طاقمها ونشاطها الفعال وإيمانها بالعمل الإنساني والشبابي وبقداسة القضية الإنسانية، وكسبت ثقة الداعمين والمستفيدين على حد سواء. وبحكمة قيادتها عكست مؤسسة تمدين صورة نبيلة لطبيعة عملها القائم على الشفافية والوضوح والمصداقية التي ميزتها وساعدتها على امتطاء ذروة النجاح المتسارع، متجاوزة الحدود الجغرافية والمناطقية؛ لتكون مشروعاً مُلهماً في المجتمع المدني.

إن الحديث عن مؤسسة تمدين شباب من زاوية أخرى يفيض بالكثير من القيم والسمات الجمالية بطبيعة مشروعها النبيل، وعلاقاتها المؤسسية والاجتماعية الناجحة التي عكست فيها قيم العمل الإنساني النبيلة، وذلك من خلال تبني قيادتها للكثير من المبادرات الإنسانية والتنموية، فضلاً عن توفيرها للفرص وتنميتها للكفاءات والقدرات المهنية العالية في المجالات المختلفة.

وبذلك، تثبت لنا تمدين يوماً بعد آخر، أنها مستمرة ومزدهرة، وستبقى ذات حضور كبير وفاعل في المجالين الإنساني والتنموي.

*رئيس تحرير منصة ريشة