أول منظمة تتخطى المحلية
* أحمد النويهي
واحكي قصة الاشواق معي.. منذ ثلاث سنوات ارقب نشاطها، ادون سيرة يومية.. ادون ببطء عن الانجاز وليس هناك إعجاز بل إبهار مس قلبي بالشغف حين اقتضت اللحظة تدخلات إنسانية عجزت عن توفيرها كبريات الدول المانحة والتعهدات الطارئة بعد اندلاع الحرب الملعونة..
تشظت البلاد إلى شطرين وتكاثرت مراكز القوى واغلقت المنافذ والمعابر، الموانىء البرية والبحرية والجوية تحت طائلة الحصار، والحظر، والحجر، والعزل، والحجب، داهمت المجتمعات شحة الامكانيات انعدم الجاز، والغاز، والكهرباء، شحت مواسير المياه، تطايرت البكتيرياء تهد البطون الخاوية، انفجرت مجاري الصرف الصحي صارت الأرصفة متارس والشوارع ساحات حرب.
كان ولابد من وقفة مع المجتمع الدولي حين التزمت دول التحالف العربي بتوفير مساعدات انسانية لعشرون مليون يعيشون تحت خط الفقر، انعدمت المرتبات واغلقت مصادر الرزق والوظيفة صارت مقاتل يقتل ولايدري لماذا يقاتل؟.
سوق العمل انقطع عنه الأمل وغاب الرجاء، تدفق الخوف وتكاثر النهب بلا دولة تنظم علاقة الناس انفجرت أزمات كادت تشكل حرب موازية لولا تدارك عقلاء الطاولة المستديرة ليتم وضع خطة إستجابة إنسانية خففت حدة الانشطار المعوي، والصحي لدى معظم شرائح السكان..
كانت موسسة تمدين شباب تتخذ مقراً لها وسط شارع جمال مدينة تعز الهدف الأول لنشاط المؤسسة التي تعهدت برامجها تمدين المجتمع وتدريب كوادر قادرة على تنفيذ عدداً من الأنشطة التي ترفع مستوى سوق العمل في الجانب الإنساني، ذهبت تمدين لتدشين عدد من المشاريع بالتعاون مع الكثير من المنظمات الدولية بدأت بتأهيل وتدريب شباب قادرين على القيام بالمهام الصعبة في الأوقات الحرجة، والطارئة فكان لها ذلك بفضل الجهد الجبار الذي بذلته قيادة المؤسسة لتنطلق قافلة المدد لتشكل امتداد مثير للفعل الإنساني المتقد والمتجدد في طريقة تنفيذه وفق مدونة سلوك التزمته المؤسسة لتحظى بثقة المانحين وفق برنامج زمني ضمنته اهدافها بخط سير واضح غير قابل للتبديل والتعديل.. التزمت المصداقية، والشفافية لتجد طريقها ليس ذلك المفروش بالورد وقت انطلقت دورة حرب كل يوم تحكم السيطرة على طريق..
نفذت تمدين شباب مغامرات بتوصيل الاكسجين إلى مستشفيات تعز وقت وقعت المدينة تحت رحمة حصار خانق، انجزت جملة من النجاحات لتواصل رسم متوالية تصاعدت ارقامها لتفاقم الرصيد الإنساني.. تراقب الأداء مجموعة من اللوائح وقد رتبت تمدين دواليبها لتنشأ إدارات يديرها اكاديميون تنوعت اختصاصاتهم لتحضر النون ونون النسوة ليبدعن انجازات كثيرة ومثيرة انتصرن لحقوقهن في انتزاعها والانتصار لقضية المرأة التي غيبتها دورة الاقصاء والإلغاء في بلد جبل على المصادرة والإخفاء.. حضرت مشرفة ومديرة إدارة وضابط ميداني ومساعد مشرف توزعت في مواقع العمل الإداري والميداني..
تنتج المؤسسة الفكرة لتعقد العزم على تنفيذ عدد من التدخلات ينفذه الكثير من المساهمين والمشاركين المتطوعين بعقد عمل محدود يتجدد بتجديد فترة المشروع ..
ذهبت تمدين شباب لتوقيع عقود إمداد الغذاء في مديريات كثر توزعت بين محافظتي تعز و إب وقد تفاقم الحال لتخضع الناس لدورة قهر وبؤس أزهق الكرامة وهتك بعضها لتعيد ترميم النسيج الذي مزقته الحرب لترسم خط بياني بعد مسح شامل للمواقع المستهدفة لتحدد الحاجة والمتعهد يراقب يشرف على كل حالة واين تكون.
اثرثر حين تفيض بخاطري شهقة الروح ..
كما لو تجتاح صدري والسطور بدمي ترغي..
ادون بلا بيانات ولا اعرف تسارع التدفقات لكني سأشف ما تيسر كي لا يعود المتابعين بفيض الاعجاب وقد عاشوا تحت وطأة الارتعاشات السردية كي يبعثوا عاطر التحية مع مواصلة التحقق هل كان منشور مُمول ام غزل لمؤسسة تدير شبكة تدخلات إنسانية.
عام كامل منذ واعدت افكاري عنها تمدين هذه المؤسسة التي جاوزت شفافيتها كثير المجازفات التي تتردد هنا عن عمل المنظمات المحلية..
تمدين اصبحت أول منظمة تتخطى المحلية لتصبح مؤسسة اقليمية تدير شبكة رقمية مهمتها توفير قاعدة بيانات تيسر وتسير تدخلات انسانية طارئة في بلد كل مافيه طارىء..
سأعود لينثر مزاجي الشبق دونما العبث بالمفردات كما يخالني بعض المتابعين والملاحظين والمنصتين خلف الجدران يسترقون السمع كملائكة لا شياطين تُرجم بالشهب..
فتشت عنها فلم اجد..
شقيت صدري ليتنهد بسطوري البلد ..مضغة النفاق وشهية الإنفاق لدي ليست شهية..
بين عسكرة المرحلة وشيطنة الفعل المدني سلطة تميد بالبلد..
بين النظام والمنظمات والتنظيم تعيش البلاد غيبوبات ومتوالية ترصد انحسار النظام لتحضر سلطة الامر الفاقع للرئة تنخر ما تبقى بصدرها والسطور لا تخفي الحقيقة لكنها رقصة الكلمات بين انامل لطخها سوء الظن والتقدير فراحت تنفث غبار الشائعات بلا سند..
عن تمدين شباب
كنا مجموعة من الشباب نسابق كوارث الحرب بخارطة البلد وقد تفاقمت أعداد النازحين تشردتهم المنافي بلا خيمة تأويهم موجة الحر والصقيع والجفاف ومتلازمات الجفاف والأوبئة وتحالفات الفقر والأمراض والمستوطنات المزمنة ..
طالت أعمدة النار كل المستويات، توزعت المأساه، تناثرت أشلاء البؤس والفاقة فاقت قدرات المجتمع المدني الناعم على مواجهة الأعباء واحتياجات طارئة تحقن انهيار المدينة والقرية على السوأ ..
الحرب لم تفرق بين شمال وجنوب حين تصاعد القصف والنسف كانت تمدين شباب.