اثنا عشر عاماً من التمكين والتأثير المستدام: رحلتي في تمدين شباب

الخميس, 22 مايو, 2025
اثنا عشر عاماً من التمكين والتأثير المستدام: رحلتي في تمدين شباب

هديل الحاج

 

على مدار اثني عشر عاماً، ظلت مؤسسة تمدين شباب حاضنة للأحلام والطموحات، ومنارة لمن يسعى لإحداث أثر حقيقي في مجتمعه. واليوم، ونحن نحتفي بهذه الذكرى السنوية، أجد نفسي غارقة في استرجاع رحلتي مع المؤسسة، الرحلة التي شكلتني وأثرت في مساري المهني والشخصي، رحلة بدأت بالشغف، واستمرت بالتعلم، ونضجت بالخبرة.

 

عندما بدأت كمتطوعة في تمدين شباب، كنت مدفوعة برغبة صادقة في خدمة المجتمع والمساهمة في صنع تغيير ملموس. لقد شاركت في النزولات الميدانية، وعملت في جانب تيسير الدورات التدريبية، ثم توسع دوري ليشمل العمل ضمن قسم المتابعة والتقييم، وهو ما فتح أمامي آفاقًا جديدة وأكسبني خبرات متنوعة عبر مشاريع المؤسسة.

 

من الأمن الغذائي إلى الحماية، ومن المياه والصرف الصحي إلى العمل في مشاريع الإيواء، ولم تكن مهامي في تلك القطاعات مجرد مهام، بل نافذة رأيت من خلالها التحديات التي يواجهها الناس، واختبرت عن قرب مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه التدخلات الإنسانية والتنموية في حياتهم. ومع مرور الوقت، أصبحت جزءًا من قطاع التمكين الاقتصادي، حيث عملت مساعدة للمشاريع، متعمقة أكثر في سبل دعم المجتمعات محلياً

 

لقد كانت مسؤولية إدارة مشروع "تمكين النساء في مصائد الأسماك وسبل العيش المستدامة من خلال التميز المهني وتكامل السوق" المحطة التي شكلت علامة فارقة في مسيرتي، وهو المشروع الذي لم يضعني في تحد مهني فحسب، بل في تجربة جعلتني أدرك كيف يمكن للتمكين الحقيقي أن يغير حياة النساء ويوفر لهن فرصًا أكثر استدامة. من اختيار المتدربات وفق معايير دقيقة، إلى تدريب الفرق وقيادة الجهود، رأيت كيف تثمر الجهود عندما تكون مدفوعة برؤية واضحة وإيمان بأن العمل الجماعي قادر على صنع الفرق.

 

واليوم، في الذكرى الثانية عشرة لتأسيس تمدين شباب، لا أرى تجربتي مجرد رحلة شخصية، بل شهادة على التزام المؤسسة العميق بتمكين الأفراد وتعزيز التنمية المستدامة. بالنسبة لي لم تكن تمدين شباب مجرد مكان عمل، بل منصة صنعت فيها جزءًا من إرث يمتد، وأثر لن ينتهي، وعائلة تعلمت فيها معنى التضامن والعمل المشترك، وما زلت أتعلم وأعطي فيها.

 

اثنا عشر عاماً من البناء، من الأمل، من العمل، وتنفيذ عشرات المشاريع التي أحدثت فرقاً في حياة الآلاف، إنها مسيرة عظيمة من أجل الإنسان؛ وحق لنا جميعاً أن نفخر بهذه المؤسسة الرائدة.