تمدين شباب: 12 عاماً من الأثر والريادة
د.إبراهيم المسلمي
يحتفي الزملاء في مؤسسة شباب بالذكرى الثانية عشرة للتأسيس والتي تمثل محطةً فارقة في مسيرة العمل المدني والتنموي في اليمن، حيث تمثّل هذه المناسبة شهادة حيّة على قدرة المبادرات المحلية على إحداث فارق حقيقي رغم التحديات. فمنذ انطلاقتها عام 2012، اختارت تمدين شباب طريقاً صعباً وضرورياً في آن: الاستثمار في الإنسان، وبناء مجتمعات قادرة على النهوض، وتعزيز أدوار الشباب بوصفهم صناع التغيير لا مجرّد متلقّين للمساعدة.
لقد رسمت المؤسسة خلال هذه السنوات لوحة تنموية متكاملة، نفّذت فيها مئات المشاريع التي لامست واقع الناس واحتياجاتهم في قطاعات بالغة الحيوية مثل الحوكمة، التعليم، بناء السلام، الحماية، المياه والإصحاح البيئي، التمكين الاقتصادي، والتماسك الاجتماعي. ولم يكن الأثر محصوراً في حجم التدخلات، بل في نوعيتها ونهجها التشاركي الذي جعل من المجتمع شريكاً لا مجرد مستفيد.
تمكنت تمدين شباب من فرض حضورها في واحدة من أكثر البيئات تعقيداً، واستطاعت أن تحافظ على اتزانها المهني والإنساني في ظل صراعات سياسية وأمنية وأزمات متلاحقة. فالعمل في الميدان، والاقتراب من هموم الناس، والتعاطي العملي مع أولوياتهم، جعل من المؤسسة نموذجاً يُحتذى في المرونة والقدرة على التكيّف دون التفريط بالمبادئ.
لقد أثبتت تمدين شباب أن التغيير ليس رفاهية مؤجلة، بل ممارسة يومية تبدأ من الإيمان بالفكرة والعمل الجماعي المخلص، وأن التنمية الحقيقية تبدأ حين تتوقف المؤسسات عن النظر إلى المجتمعات بوصفها عبئاً، وتراها كما هي: منبعاً للحلول وشريكاً في البناء. ولهذا، استحقت المؤسسة ما نالته من احترام وثقة شركائها المحليين والدوليين، وأصبحت مثالاً على كيف يمكن للمؤسسات الناشئة أن تتحوّل إلى مرجعية تنموية راسخة وأن ما حققته خلال اثني عشر عاماً من إنجازات هو مدعاة للفخر، ليس للمؤسسة فحسب، بل لكل من يؤمن بأن في اليمن طاقات قادرة على البناء رغم الألم.
دمتم،،،