مؤسسة تمدين شباب: تجربة شخصية في دروب العمل الإنساني

الخميس, 22 مايو, 2025
مؤسسة تمدين شباب: تجربة شخصية في دروب العمل الإنساني

علي السالمي

 

في مثل هذا اليوم، قبل اثني عشر عامًا، وُلدت مؤسسة تمدين شباب كفكرة إنسانية نبيلة، نمت مع الزمن حتى أصبحت واحدة من أبرز المؤسسات العاملة في المجال الإنساني في اليمن، تُسهم بجهودها المتواصلة في التخفيف من معاناة آلاف الأسر المتضررة من النزاعات والفقر والحرمان. وبهذه المناسبة الغالية، أجدها فرصة ثمينة لأشارككم بعضًا من محطات رحلتي المهنية داخل هذه المؤسسة الرائدة، والتي شكّلت جزءًا مهمًا من حياتي وتجربتي الشخصية.

 

بدأت رحلتي مع مؤسسة تمدين شباب كـ مراقب ميداني ضمن مشروع توزيع المساعدات الغذائية في مديرية الصلو بمحافظة تعز، حيث لمست لأول مرة كيف يمكن للعمل الإنساني أن يغيّر حياة الناس. لم يكن الأمر مجرد توزيع سلال غذائية، بل كان عملاً مليئًا بالتحديات الميدانية والتفاعل المباشر مع معاناة الناس، ما زاد من إيماني بقدسية هذا العمل.

 

ثم انتقلت إلى مسؤولية أكبر حين تم تكليفي بمهام منسق مشروع الأمن الغذائي في مديرية جبل حبشي محافطة تعز، حيث توليت التنسيق والإشراف على عمليات التوزيع في مناطق أشد احتياجًا، وكان ذلك يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا مستمرًا مع الجهات الشريكة والمانحين لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بكرامة وإنصاف.

 

ولعل أبرز محطة في مسيرتي كانت حين توليت مهام مدير مشروع الاستجابة الطارئة للنازحين من الحرب في محافظتي إب والضالع، وهو المشروع الذي شكّل تحديًا مهنيًا وإنسانيًا بامتياز، حيث كنا نعمل في ظروف بالغة التعقيد لمساعدة أسر فقدت كل شيء، وكنت أشاهد يوميًا كيف يعيد العمل الإنساني شيئًا من الأمل إلى وجوه أطفالهِم.

.

من خلال كل هذه التجارب، لم تكن مؤسسة تمدين شباب بالنسبة لي مجرد مكان للعمل، بل كانت مدرسة ميدانية تعلمت فيها مبادئ الإنسانية، والاحترافية، والعمل الجماعي، وكانت دومًا مثالاً يُحتذى في الشفافية والنزاهة والاستجابة السريعة للحاجات الطارئة.

في الختام، أهنئ كل زملائي وزميلاتي في المؤسسة، قيادةً وموظفين، بهذه الذكرى العزيزة، وأتمنى لتمدين شباب مزيدًا من التقدم والنجاح، وأن تظل منارة مضيئة في درب العمل الإنساني في اليمن.