أسعف «عمر» إلى زاوية الارواء فاقداً للوعي.. وغادرها وهو يمشي بإبتسامة تبعث على الأمل والحياة (قصة انسانية)

السبت, 05 أكتوبر, 2019
أسعف «عمر» إلى زاوية الارواء فاقداً للوعي.. وغادرها وهو يمشي بإبتسامة تبعث على الأمل والحياة (قصة انسانية)

لم يكن «خالد جواس » على يقينٍ من أن طفله سيبقى على على قيد الحياة الى حين الوصول إلى الوحدة الصحية في عزلة باهرة بمديرية ماوية محافظة تعز . حمل خالد طفله “عمر” البالغ من العمر 9 أعوام بين ذراعيه ، لقد فقد الوعي بعد 4 ساعات من تعرضه لإسهال حاد مصحوباً بقيء . توجه به مسرعاً من قريته “حبيل الشلن ” إلى وحدة “باهرة ” الصحية . قابله الفريق الطبي في الوحدة وعلامات الفزع والخوف باديه على وجهة محتضناَ طفله المغمى عليه . أخضع ” عمر ” للفحوصات الأولية والتي أظهرت حالة جفاف من الدرجة الثالثة .

ليتم اعطائه سوائل وريدية حسب بروتوكول منظمة الصحة العالمية ومعاييرها … لكن الاسهال لم يتوقف . فيقرر الدكتور / عمر الفهد إحالته للرقود في زاوية الإرواء التي أنشئت في الوحدة في منتصف مارس 2019م مع 5 زوايا أخرى في مديريتي ماوية والصلو لعلاج حالات الإسهالات الحادة والإشتباه بالكوليرا التي تفشت في المنطقة . وذلك ضمن مشروع ” المساعدة التكاملي الطارىء للصحة والتغذية، والإمداد بالمياه والنهوض بالصرف الصحي والنظافة ” والذي تنفذه مؤسسة تمدين شباب في مديريتي ماوية والصلو بمحافظة تعز بدعم من صندوق التمويل الإنساني _ اليمن منذ نوفمبر من العام 2018 م .

في زاوية الإرواء أشرف الطبيب ” جميل الجندي ” على مراقبة حالة الطفل “عمر” والإشراف عليها . والذي أفاد بالقول : ” بعد ساعات من المتابعة بدأ عمر يستعيد وعيه ، وبدأت صحته تعود تدريجيا… توقف الطرش وتحولت خطة المعالجة من الخطة b الى الخطة ، وتمكن من شرب محلول الارواء ” . بعد 48ساعة نهض الطفل “عمر ” من على سرير المرض ليقف على قدميه ويمشي بإبتسامة تبعث على الأمل والحياة وتعود إبتسامته …يطلب من الفريق رؤية والده ويقول ” أريد العودة إلى منزلنا … أنا بخير ” .

سمع والده الصوت وهو الذي ظل طوال يومين وليليتن مرابطاً في بهو الوحدة على مقعد الإنتظار تعصف به الأفكار السوداوية وبصيص أمل . هب ” خالد ” مسرعاَ لإحتضان طفله. توجه بالشكر للعاملين الصحيّين وقال ” فرحتي لاتوصف … يكفيني أن أرى إبني على قيد الحياة ، ستعم السعادة منزلنا “. الدكتور عمرالفهد / ضابط الصحة والتغذية في المشروع : يقول “يمكن أن يموت الطفل المصاب إذا لم يحصل على العلاج الملائم للمرض وفي الوقت الملائم. ونحن نزود زوايا الارواء التي أنشأها المشروع في ماوية والصلو ، بأملاح الإماهة الفموية، والسائل الوريدي، ووسائل مكافحة الإسهال، من أجل تزويد المصابين بالعلاج فوراً ” تراجع انتشار الإسهال المائي الحادّ وحالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في مديريتي ماوية والصلو ، وذلك بفضل جهود الاستجابة غير المسبوقة التي يقدمها المشروع … فخورون في مؤسسة تمدين شباب بالشراكة الناجحة مع صندوق التمويل الإنساني .