أسعف «عمر» إلى زاوية الارواء فاقداً للوعي.. وغادرها وهو يمشي بإبتسامة تبعث على الأمل والحياة (قصة انسانية)
لم يكن «خالد جواس » على يقينٍ من أن طفله سيبقى على على قيد الحياة الى حين الوصول إلى الوحدة الصحية في عزلة باهرة بمديرية ماوية محافظة تعز . حمل خالد طفله “عمر” البالغ من العمر 9 أعوام بين ذراعيه ، لقد فقد الوعي بعد 4 ساعات من تعرضه لإسهال حاد مصحوباً بقيء . توجه به مسرعاً من قريته “حبيل الشلن ” إلى وحدة “باهرة ” الصحية . قابله الفريق الطبي في الوحدة وعلامات الفزع والخوف باديه على وجهة محتضناَ طفله المغمى عليه . أخضع ” عمر ” للفحوصات الأولية والتي أظهرت حالة جفاف من الدرجة الثالثة .
ليتم اعطائه سوائل وريدية حسب بروتوكول منظمة الصحة العالمية ومعاييرها … لكن الاسهال لم يتوقف . فيقرر الدكتور / عمر الفهد إحالته للرقود في زاوية الإرواء التي أنشئت في الوحدة في منتصف مارس 2019م مع 5 زوايا أخرى في مديريتي ماوية والصلو لعلاج حالات الإسهالات الحادة والإشتباه بالكوليرا التي تفشت في المنطقة . وذلك ضمن مشروع ” المساعدة التكاملي الطارىء للصحة والتغذية، والإمداد بالمياه والنهوض بالصرف الصحي والنظافة ” والذي تنفذه مؤسسة تمدين شباب في مديريتي ماوية والصلو بمحافظة تعز بدعم من صندوق التمويل الإنساني _ اليمن منذ نوفمبر من العام 2018 م .
في زاوية الإرواء أشرف الطبيب ” جميل الجندي ” على مراقبة حالة الطفل “عمر” والإشراف عليها . والذي أفاد بالقول : ” بعد ساعات من المتابعة بدأ عمر يستعيد وعيه ، وبدأت صحته تعود تدريجيا… توقف الطرش وتحولت خطة المعالجة من الخطة b الى الخطة ، وتمكن من شرب محلول الارواء ” . بعد 48ساعة نهض الطفل “عمر ” من على سرير المرض ليقف على قدميه ويمشي بإبتسامة تبعث على الأمل والحياة وتعود إبتسامته …يطلب من الفريق رؤية والده ويقول ” أريد العودة إلى منزلنا … أنا بخير ” .
سمع والده الصوت وهو الذي ظل طوال يومين وليليتن مرابطاً في بهو الوحدة على مقعد الإنتظار تعصف به الأفكار السوداوية وبصيص أمل . هب ” خالد ” مسرعاَ لإحتضان طفله. توجه بالشكر للعاملين الصحيّين وقال ” فرحتي لاتوصف … يكفيني أن أرى إبني على قيد الحياة ، ستعم السعادة منزلنا “. الدكتور عمرالفهد / ضابط الصحة والتغذية في المشروع : يقول “يمكن أن يموت الطفل المصاب إذا لم يحصل على العلاج الملائم للمرض وفي الوقت الملائم. ونحن نزود زوايا الارواء التي أنشأها المشروع في ماوية والصلو ، بأملاح الإماهة الفموية، والسائل الوريدي، ووسائل مكافحة الإسهال، من أجل تزويد المصابين بالعلاج فوراً ” تراجع انتشار الإسهال المائي الحادّ وحالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في مديريتي ماوية والصلو ، وذلك بفضل جهود الاستجابة غير المسبوقة التي يقدمها المشروع … فخورون في مؤسسة تمدين شباب بالشراكة الناجحة مع صندوق التمويل الإنساني .