نموذج ملهم.. الشراكة المجتمعية تسهم في حل مشكلات التعليم في اليمن

الجمعة, 06 أكتوبر, 2023
نموذج ملهم.. الشراكة المجتمعية تسهم في حل مشكلات التعليم في اليمن

في قرية الصنع بمحافظة إب - اليمن، واجهت مدرسة خالد بن الوليد تحديًا كبيرًا في توفير مساحة كافية لإنشاء فصلين دراسيين. كانت المدرسة تستوعب 400 طالب فقط، وكان 245 طالباً آخراً يضطرون إلى الذهاب إلى مدارس أخرى بعيدة، مما يعرضهم للظروف الجوية القاسية والمخاطر في الشعاب والجبال على طول الطريق.

 

وللأهمية الكبيرة للتعليم في حياة الأطفال وتأثيره على مستقبلهم، قررت مؤسسة تمدين شباب TYF، بدعم من صندوق التمويل الإنساني في اليمن YHF، تنفيذ مشروع في قرية الصنع يهدف إلى تحسين جودة التعليم للنازحين والأكثر ضعفًا من ذوي الإعاقة وطلاب المجتمعات المضيفة.

 

واجهت مؤسسة تمدين شباب تحديًا كبيرًا لبناء الفصول الدراسية الجديدة لعدم وجود مساحة كافية في فناء المدرسة، واعتراض ملاك الأرض المجاورة للمدرسة على بناء الفصول فيها.

وبفضل اللجنة المجتمعية التي شكلها فريق المشروع في القرية، تمكنت المؤسسة من التغلب على هذا التحدي.

 

بدأت اللجنة بتنظيم لقاءات مع المجتمع المحلي والجهات المعنية لشرح الحاجة الماسة لتوسيع البنية التحتية التعليمية وتأثيرها الإيجابي على تعليم الطلاب.

 

تمكنت اللجنة المجتمعية من جذب اهتمام ودعم المجتمع والجهات المعنية بفضل رؤيتها وعرضها للحاجة الماسة لتوفير المساحة اللازمة للفصول الدراسية الجديدة. وبالفعل، تبنت الجهات المعنية القضية وقدمت الدعم اللازم لتوفير الأرض المناسبة لبناء الفصول الدراسية الجديدة.

 

تم بناء الفصلين الدراسيين الجديدين مع تأمين وسائل التعليم اللازمة مثل الحقائب والمقاعد الدراسية. وقد تم تدريب المعلمين والمعلمات والأخصائيين الاجتماعيين لضمان تقديم التعليم الجيد والدعم اللازم لجميع الطلاب.

 

بفضل الشراكة المجتمعية الناجحة وتشكيل لجنة مجتمعية من الأهالي، تم ضمان حق 345 طفلا وطفلة في التعليم في قرية الصنع. كما تم تحسين جودة التعليم في المدرسة بشكل كبير، حيث أصبحت المدرسة قادرة على استيعاب المزيد من الطلاب وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهم.

 

عضو اللجنة المجتمعية/ عرفات عبدالله محسن غلاب، يوضح دور اللجنة في إنجاح المشروع بالقول: "نحن في اللجنة المجتمعية في قرية الصنع بعزلة بني سبأ، مديرية القفر بمحافظة إب، نفخر بدورنا في تفعيل الشراكة المجتمعية وتمكين الأطفال من الحصول على التعليم من خلال حل مشكلة الأرض وتسهيل عمل فريق المشروع لبناء الفصول الدراسية الجديدة وتوفير فرص تعليمية لـ345 طفلا وطفلة في المنطقة".

 

وأضاف غلاب: "نحن نؤمن بأهمية تفعيل المشاركة المجتمعية في حل مشكلات التعليم، حيث يعزز التعاون بين المجتمع والمؤسسات التعليمية ويسهم في تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع. ونحن فخورون بأننا نساهم في بناء مستقبل أفضل لأطفالنا ومجتمعنا".

 

بدوره عبر مدير المدرسة الأستاذ/ عبده ناصر شريان عوضه، عن سعادته بنجاح المشروع وقال: " أتوجه بالشكر الجزيل لصندوق التمويل الإنساني في اليمن (الأوتشا)، ومؤسسة تمدين شباب، وفريق المشروع الرائعين، واللجنة المجتمعية. فبفضل هذا المشروع الناجح، تحسنت جودة التعليم في مدرسة خالد بن الوليد بشكل كبير، واستطاعت المدرسة استيعاب المزيد من الطلاب وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهم.  شكرًا مرة أخرى لكل من ساهم ودعم هذا المشروع، ونأمل أن نستمر في العمل المشترك لتحقيق تحسينات إضافية في التعليم وبناء مجتمع أكثر تمكينًا وتقدماً".

 

هذه القصة نموذج ملهم لأهمية تفعيل المشاركة المجتمعية في حل مشكلات التعليم، وتمكين الأطفال من الحصول على فرص أفضل في الحياة.

 

لم يتوقف النجاح عند ذلك الحد، فقد تمكن "مشروع الخدمات والمساعدات الطارئة لدعم جودة التعليم للنازحين والأكثر ضعفاً من ذوي الإعاقة وطلاب المجتمعات المضيفة في مديريتي القفر ومقبنة بمحافظتي إب و تعز " من إعادة تأهيل 11 مدرسة في المديريتين، وضمان جودة التعليم لـ 8,363 طفلاً وطفلة.

 

شكرًا لصندوق اليمن الإنساني (YHF) على دعمه المستمر وثقته بمؤسستنا... معاً نصنع فرق حقيقي في حياة الأطفال وتعزيز فرصهم في التعلم والتطور.