من ملجأ للنازحين من الحرب في اليمن إلى منارة للعلم: رحلة مدرسة "ثابت قائد"
في قرية نائية بمديرية مقبنة محافظة تعز، كانت مدرسة "ثابت قائد" منارة للعلم لأكثر من عشر سنوات. لكن رياح الحرب هبت على اليمن، فحولت المدرسة إلى ملجأ للنازحين من الصراع.
في عام 2017، صمتت ضحكات التلاميذ في أروقة المدرسة، وباتت جدرانها شاهدة على ويلات الحرب. لقد تسببت الحرب في إغلاق المدرسة، وحرمان 320 طفلاً وطفلةً من مواصلة التعليم، ليتركوا أحلامهم معلقة على أمل عودة النور إلى مدرستهم.
لم ييأس المجتمع المحلي، ففي عام 2019، حاول إعادة فتح أبواب "الأمل" من جديد. لكن المدرسة صارت حكاية مأساوية: أثاث مدمر، جدران سوداء، أبواب مخلعة، ونوافذ مكسرة... لقد ظلت لعامين ملجاً للأسر النازحة من الحرب.
في عام 2023، أشرقت شمس الأمل من جديد. فبفضل التمويل من الصندوق الإنساني في اليمن UN OCHA Yemen ، نفذت مؤسسة تمدين شباب TYF مشروعًا لإعادة تأهيل 11 مدرسة، من بينها مدرسة "ثابت قائد".
عادت الحياة إلى المدرسة، فتم ترميم الفصول الدراسية، وتوفير الأدوات المدرسية، وتوزيع حقائب على الطلاب والطالبات، ومستلزمات التعليم الأساسية.
لم يتوقف المشروع عند إعادة التأهيل، بل شمل أيضاً تدريب المعلمين والمعلمات على مهارات التعليم في حالات الطوارئ، وتقديم الدعم النفسي للأطفال، وصرف حوافز للمعلمات المتطوعات تقديراً لجهودهن.
يقول مدير المدرسة عبده حازم سعيد: "أصبحت المدرسة الآن آمنة ومريحة للطلاب والمعلمين. فبفضل إعادة تأهيل المدرسة تمكن 480 طفلاً وطفلةً من الحصول على حقهم في التعليم".
وتضيف سلمى، طالبة في الصف السادس: "عندما أكبر، أريد أن أصبح طبيبة. هذا حلمي وحلم والدي".
أعاد المشروع تأهيل 11 مدرسة في محافظتي تعز وإب، ومكنّ 8 ألف و 37 طفلاً وطفلةً من الحصول على حقهم في التعليم، والالتحاق بهذه المدارس في بيئات آمنة وصحية، ليعود الأمل في نفوس الأسر النازحة والمتضررين من النزاع في تعليم أطفالهم ومواصلة تحقيق أحلامهم ومستقبلهم.
معاً، يمكننا بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.